خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

المتقاعدون ملح الوظيفة العامة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. فيصل غرايبة يشكل المجتمع الوسط الذي يعيش فيه المتقاعد، والذي يضم مجموعة من الأفراد تربطهم روابط مادية ومعنوية، ويسود بينهم لون من العلاقات المنسقة، التي تدفعهم للتعاون في تكوين عدد من المؤسسات، التي تسهم في إشباع حاجاتهم وتحقيق أهدافهم. أولى هذه المؤسسات «الأسرة»، وهي البيئة الاجتماعية الأولى التي نشأ فيها المتقاعد وما يزال يعيش، وهي الجماعة الوحيدة التي ينتسب اليها طوال حياته، ولها دور في تكوين شخصيته، وتشكيل سلوكه ومده بالخبرات المبكرة، ولها تأثير كبير عليه، باعتبارها وسيطاً للمجتمع في عملية التنشئة الاجتماعية المبك?ة والضبط الاجتماعي، الذي يسير عليه عند الكبر مع استمرار النسق الحضاري.

أما التضامن الاجتماعي فواجب إنساني نبيل، وهو من القيم الجوهرية المشتركة، التي قامت عليها مختلف الثقافات والحضارات، ودعت إليها كل الأديان، و يعتبر التضامن بشقيه المعنوي والمادي، انعكاسا فطريا للسلوك الإنساني، الذي ركزت عليه جميع الرسالات السماوية، وربطت بينه وبين الإيمان، واعتبرته الشرط الذي يهدي البشرية جمعا، ويحقق الإخاء والتعاون بين أفرادها. ونظرا لما تضمنته فكرة التضامن من أثر في حياة الأفراد، فإن أهميته باتت تحتل القدر الأكبر من فكر الاجتماعيين، لاسيما بعد التطور الذي طرأ على المجتمعات الحديثة، وما أحد?ته الثورة الصناعية والتكنولوجية من تطور لشتى وسائل الحياة، الأمر الذي نتج عنه ازدياد تعرض الإنسان بصفة عامة، والأيدي العاملة بصفة خاصة، لمخاطر تحول بينه وبين النهوض بمقومات حياته وكسب عيشه.

وانطلاقاً من هذه الأهمية للتضامن بين أفراد المجتمع، باتت دول العالم تسعى إلى تقنين هذه الفضيلة، بهدف إخراجها إلى حيز الواقع والتطبيق، مما دفع هذه الدول إلى تضمين دساتيرها نصوصا تؤكد تبنيها لهذا السلوك الاجتماعي، والمتمثل في كفالتها لمواطنيها في حالات الشيخوخة والعجز عن العمل واليتم والترمل، وغير ذلك من المخاطر التي تحول بين المرء وسعيه من أجل الحياة.

إن نظام التقاعد يسعى لتحقيق هذه الغاية النبيلة، التي ترقى أهدافها وأغراضها الى مصاف الأغراض الإنسانية السامية، فأن ما يزيد هذا النظام إنسانية هو تضامن وتكافل أفراد المجتمع جميعا في تحقيقه، اذ يكون الأداة التنفيذية لتحسين برامج الضمان الاجتماعي على أرض الواقع داخل المجتمع، فأفراد المجتمع هم الأداة الفعالة في بداية حياتهم من حيث اشتراكهم ومساهمتهم في تمويل إيرادات التقاعد والضمان الاجتماعي، ويقدم هذا النظام الخدمة عندما يحتاجون إليها، وبالتالي هم أنفسهم يقدمون بصورة مباشرة أو غير مباشرة، في الحفاظ على وجودهم?داخل المجتمع من خلال تضامنهم وتكافلهم، ليضمنوا فترة حياتهم من العوز والحاجة، نتيجة للظروف المتعددة التي يمر بها الإنسان خلال مسيرة حياته.

إن مجتمعنا الأردني المتطلع دائماً إلى الأمام، ويحرص على أن يكون غده أفضل من يومه، فإنه يأخذ العدة لتكون حياة المتقاعدين وكبار السن عموماً أرغد وأخصب، جزاء لما قدموه لهذا المجتمع ومكافاة لهم على ما مهدوه للأجيال التي تلت.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF